ترددت كثيرا قبل كتابتى لهذه الكلمات وبعد عودتى من مظاهرة أعتقد أنها هى الأجدر بالشعب المصرى أن يخوض غمارها ... الآن أنا عائد من دورة تدريبية على الإنتل ومن ثم عودتى خاسئاً حسيراً من طابور العيش وبعد فشلى فى الحصول على عشرين رغيفاً ثمنها جنيه مصرى واحد ... وذلك بعد أن دفعنى واحد من أولئك (الشباب الثائر) فى مظاهرة الخبز أمام الفرن ... وأخذ دورى عنوة ودون وجه حق ... اللهم إلا أنه رأى فى نفسه أنه صحياً أقوى منى ويستطيع أن يغلبنى ويقهرنى ... هذا الموقف الذى جعلنى أكتب هذه الكلمات وخاصة بعد أن أغلق السيد صاحب الفرن فرنه بمجرد حصولى على دورى فى الطابور ... وبصرف النظر عن أننى إضطررت إلى شراء الخبز أبو ربع جنيه والذى لا يختلف كثيراً عن نظيره أبو شلن ... عدت إلى كسر بيتى آسفاً حزيناً لحالنا .... وتدبرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم فى حديث قدسى رواه عن رب العزة تبارك وتعالى " عباد لى يلبسون للناس مسوك الضأن ... ألسنتهم أحلى من العسل ... وقلوبهم أمر من الصبر ... أبى يغترون ... أم على يجترأون ... فبى حلفت لأتيحنهم فتنة تذر الحليم منهم حيران " ولأننى رأيت فى نفسى ذلك الحليم الحيران ... فقد قررت أن أكتب إلى أولئك الذين يريدون التغيير .... أى تغيير تريدون .... وهل نحن شعب يستحق أن تحكمه الديموقراطية فعلاً ... ألم تفكروا أولاً فى تغيير أنفسكم .... أن تغيروا ما بداخلكم أولاً .... ثم تطالبون بالتغيير الخارجى فى شكل الحكم أو فى شكل النظام .... ألم تتدبروا قول الله تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .... ألم تفكروا ولو لحظة واحدة .... لماذا إبتلانا الله تعالى بالحاكم الظالم ... وبالأمراض التى لم تكن فى أسلافنا .... هذا الشاب الذى دفعنى قهراً وأخذ مكانى فى طابور الخبز ... ماذا لو أصبح هو الحاكم ؟! وصاحب الفرن الذى سرق الدقيق المدعم ... ثم أغلق الباب فى وجه الناس ... ماذا لو أصبح هو الحاكم ؟! ماذا لو تحكم فى دولة كاملة ؟! ماذا لو تحكم فى أقدار الناس وقد فعل ما فعل وهو مجرد صاحب فرن لا أكثر ولا أقل ؟!! إستقر فى يقينى أننا لابد أن نبدأ قبل كل شىء فى تغيير أنفسنا من داخلنا أولاً قبل تغيير الحاكم وقبل تغيير الدستور !!! ماذا يفيد الدستور الجديد فى أناس لا تحكمهم إلا المصلحة الشخصية .... نفسى ومن بعدها الطوفان ..... إذا كنتم كذلك فلم تلومون الحاكم الظالم .... ألستم ظالمين ..... لماذا تلومون على الحاكم الهمجى ؟!!! ألستم همجاً من قبله ؟!!! المدرس الغير متخصص فى مادة معينة ثم يقوم بإعطاء دروس خصوصية فى فرع من العلوم لم يدرسه ولا يعرفه أليس همجياً ؟؟ وهل يستحق أن يحكم بالديمقراطية ؟! مدير المدرسة الذى يحصل على الرشوة لكى ينجح من لا يستحق النجاح أليس همجياً ؟؟؟ الطبيب الذى يغش مرضاه ويلبهم أموالهم أليس همجياً ؟؟ القاضى الذى يأخذ الرشوة لكى يفلت من العقاب من يستحقه أليس همجياً ؟!!! ذلك الحشاش النسوانجى الذى دخل إلى الإنترنت ثم أخذ يعظ الناس ويتكلم بكلام الحكماء والفقهاء ظناً منه أن الناس لن يعرفوا شخصيته المهترأة ... أليس همجياً ؟!! المدرب الذى يدربنى فى دورة الإنتل وهو لا يعرف عن الكمبيوتر أى شىء أليس همجياً ؟!! البلطجى فى الشارع الذى أخافنى على نفسى وأهلى ومالى ثم سرق كارفور ونهب السنترالات ؟!! أليس همجياً ؟!!! ما دخل ثورتكم بهذه الأشياء ؟!! صاحب كشك السجائر الذى إنتهز الفرصة ورفع سعر علية السجائر أليس همجياً ؟! بايع كروت الموبينيل الذى ضاعف سعر الكارت أليس همجياً ؟!! ذلك الجاهل الأمى الذى يتكلم فى السياسة وهى علم قائم بذاته يدرس فى كلية من أرقى كليات القمة أليس همجياً ؟! أليست هذه نماذج تمثل أكثر من 90% من الشعب المصرى .... إلى كل أولئك أقول غيروا أنفسكم أولاً .... غيروا ما بداخلكم .... تحضروا أولاً ... ثم بعد ذلك إطلبوا تغيير الحاكم ... والله من وراء القصد
أعجبني
الأحد فبراير 16, 2014 6:28 pm