بالأمس القريب ودع دنيا المعلمين وعالمهم البائس التعيس ... زميل فاضل ... وأخ عزيز ... ومعلم فاضل ... كاد أن يكون رسولاً ... فبات قتيلاً
إنه الأخ الأستاذ ... المرحوم ... سامى خطاب .. مدرس الدراسات الإجتماعية بذلك المستنقع الآسن العفن ... الذى يسمى تجاوزاً ... مدرسة عمر بن الخطاب الإعدادية بنين ... التابعة لإدارة وسط الإسكندرية التعليمية ...
قُتل زميلنا ... عليه رحمة الله على يد طالب ... بلطجى ... فاشل بالصف الثالث الإعدادى ... وعلى مرأى ومسمع من زملائه الأفاضل وإدارة مدرسته ....
- نعم قُتل ... دون أن يهب أحدٌ لنجدته ... ودون أن ينطق فمٌ ببنت شفه ...
- قتل المعلم الفاضل ... فقتلنا معه جميعاً ...
- ومن قبل ذلك قُتلنا نحن المعلمون آلاف المرات ....
- قٌتلنا إهمالاً ... واستخفافاً ... واستهزاءً ... من الجميع ... بداية من نجيب الريحانى ( أستاذ حمام ) أول المستهزئين ... ومروراً بيحيى شاهين ( سى السيد ) ... وفؤاد المهندس ... ونهايةً بالطامة الكبرى ( عادل إمام ) فى مسرحيته الشهيرة ( مدرسة المشاغبين) ... ناهيك عن إعلامٍ مستفز ... مستهزئ .... مهترئ .... وصحافة هى فى حقيقتها صفاقة ... والمصيبة فيمن يريدون فبركة الموضوع ... ويدعون أن الراحل الكريم قد مات بسكته قلبية ... أو مات منتحراً ....
- قٌتلنا جوعاً ... وعرياً .. ومرضاً ... قٌتلنا جريا وراء لقمة عيشٍ خالطها التراب ... لقمةٌ لا تشبع بطناً خاوية ... ولا تسد رمقاً
- قٌتلنا انتظاراً لما لا يجيء أبداً ... بين ماضٍ حزين ... ومستقبلٍ غامض... وحدٍ أدنى ... وحدٍ أقصى كأنه الأقصى !!!
- رحل زميلنا فرحل معه ما تبقى من ماء وجوهنا ... وذماء كرامتنا ... جميعاً !!!
- كان على أن أمسك بقلمى ... وهو آخر ما تبقى لى ... ولكن بأى يدٍ أكتب ... وباى مداد أخط ... أبتلك اليد المشلولة ... المرتعشة ... أم بمداد الدم ... أم بدموع عين نزفت ماء شئونها ... أم بأعصاب مفقودة .... وقلوب مفئودة !!!
- جهد المقل أن أكتب هذه الكلمات التى لا أقوى على سواها .... بعد أن ذهبت الصحة ... وخارت قوى ذلك الجسم بين المدارس والفصول والحصص والتصحيح لأصنع بيدى .... مستقبل قاتلى !!!
- أين أنتم يا معلمى الوادى ... وساسة نشئه .... ألا من ممتعضٍ مما حدث !!! ألا من صرخة استنكار !!!!
- أين أنت يا وزير التعليم ... ألا ترى وزير الداخلية يتقدم جنازة أى ضابط يقتل .. إذا لم تأتى إلى الإسكندرية فى حادثة مثل تلك الفاجعة ... فمتى تأتى !! أم أنك مشغول دائماً بتصريحاتك العنترية ووعودك الكاذبة !!!
- أين أنت يا رئيس الوزراء ... يقولون أنك فى الشارع دائماً .. وبين الجماهير ... فلم لا نراك هنا ... فى هذه المصيبة التى نحن فيها
- أين أنت أيها الإعلام الكاذب ... الضال ... المضل ... أين أولئك الأفاقون ... ألا يستحون أبداً ...أم أنهم لا يجدون فى مقتل مدرس على يد طالب مادةً ثرية ... للفرقعة الإعلامية .... والثرثرة ... والإثارة
- منذ عامين أو أكثر قتل طالب على يد معلمٍ ... فقامت الدنيا ولم تقعد ... وهاج الإعلام وماج .... وقرأنا وسمعنا
( المدرس الذئب ... المدرس القاتل ... المدرس الـ ...) فهل يتكلم أحد عن المدرس القتيل ... أين صبايا الخير ... وأين لميس وأين عمرو .... أين أنت يا ريهام سعيد .... أين أنت يا درية شرف الدين ... ألم يصنع منك معلموك .. وزيرة!!
- منع الضرب فى المدارس ... فهل استبدل ضرب الطلاب ... بقتل المدرسين !!!
- أفتونا ... أنقذونا .... أنقذوا من تبقى منا ... ولنا الله من قبل ومن بعد !!!